الأربعاء 3 ديسمبر 2025 - 14:41
تأثير الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) في قضاء الحوائج من وجهة نظر آية الله العظمى جوادي الآملي

وكالة الحوزة - يُعرّف آية الله جوادي الآملي الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) بالمفتاح الذهبي لقبول الدعاء وقضاء الحوائج، مستندًا إلى الرواية الشريفة: «لَا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوبًا حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

وكالة أنباء الحوزة - تناول سماحة المرجع الديني آية الله عبد الله جوادي الآملي في بيان قيم له "أثر الصلاة على النبي محمد وآله (عليهم السلام) في قضاء الحوائج"، فقال:

«إن الصلاة على النبي محمّد وآله (عليهم السلام) وثوابها من أفضل الخيرات وأعظم ما يجلب الجزاء الحسن. فقد روي عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: "إذا ذُكِرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَّا صَلَّى عَلَى الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَصَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ، فَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغْرُورٌ، قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَرَسُولُهُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ". (1)

وإنّ من أدب الدعاء والمسألة أنْ تبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم تصلي على أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، وبعد ذلك تعرض حاجتك. فالدعاء بدون هذه الصلاة محجوب غير مستجاب. وإنْ نال الإنسان شيئا بدون الصلاة على أهل البيت (عليهم السلام) فإنما هو ابتلاء واختبار، وليس رحمة ولا إجابة للدعاء. وقد قال الإمام الصادق (سلام الله عليه): "لَا يَزَالُ الدُّعَاءُ مَحْجُوبًا حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ". (2)

ولهذا قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): "إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثُمَّ اسْأَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ". (3) وقد جسَّد الأئمة (عليهم السلام) هذا الأدب في عبادتهم، فالإمام السجاد (سلام الله عليه) في أدعية الصحيفة السجادية يعلّمنا هذا المنهج الرفيع في مناجاة الله عز وجل.

وسر هذا الأمر – كما كان يقول الأستاذ العلامة الطباطبائي (رضوان الله عليه) في مجلس درسه – هو أنّ الإنسان عندما يصلي على أهل البيت (عليهم السلام) يدعو لهم بالرحمة من الله سبحانه، وهذا الدعاء مستجاب لا محالة. فإذا نزلت رحمة الله عليهم، شملت ببركتهم جميع محبيهم وشيعتهم، وكان الداعي نفسه منهم. وهكذا تتحقق حاجته في ظل تلك الرحمة الإلهية وببركة تلك الذوات النورانية.»

المأخذ: كتاب "دانش و روش بندگی" (معرفة العبودية ومنهجها) الصفحتان 415 و416


الهوامش:

(1) سفينة البحار، ج 5، ص 173.

(2) سفينة البحار، ج 3، ص 51.

(3) عيون الحكم والمواعظ، ج 1، ص 132. تمام الرواية: "إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثُمَّ اسْأَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأُخْرَى."

لمراجعة المبحث باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha